خطير: تخريب في ظروف غامضة لضريح مؤسس جامع للعلوم الشرعية وحفيد مولاي إدريس الأكبر

0
غمارة ــ قيادة بواحمد
 * تعرض مقام الشريف سيدي أحمد بن سيدي عمر بن مولاي إدريس الثاني بن مولاي إدريس الأول لدمار شامل تحت عوامل تظل مجهولة لحد الساعة، في ظل الصمت الرهيب الذي هيمن على المسؤولين بالمنطقة اتجاه هذا الفعل الشنيع الذي يعتبر انتهاكا لحرمة رمز من الرموز التاريخية الوطنية الإسلامية العظيمة، وليس هدما للمعلمة التي دفن فيها فحسب.
فلا مندوبية وزارة الأوقاف بشفشاون المعنية المباشرة به وبالشأن الديني عموما تحركت، ولا السلطات الوصية بالإقليم قامت بواجبهها اتجاهه ولا الجماعة الترابية ببواحمد التي يوجد ضمن نفوذها الترابي قامت بما يلزمها ردا لاعتبار هذا المقام المقدس في الذاكرة الجماعية لأهالي غمارة، لم تقم الجماعة بأي شيئ يذكر أمام هذا الحدث الخطير الذي حل بضريح رمز من أكبر رموز المنطقة وسليل كبير الدولة الإدريسية الشريفة.
وحسب معلوماتنا متضاربة حيثيات وملابسات الدمار الذي حل ببناية المقام، التي منها أن جدران الضريح تصدعت بفعل الأمطار الطوفانية الأخيرة مما جعل الحجارة المبنية بها تلك الجدران تتهاوى في رمشة عين، ومنها أن جنبات الضريح وزواياه وأرضيته تعرضت منذ مدة لخدوش وتشققات من طرف “مجهولين” مما جعل أمر سقوطها سهلا، والأخطر من ذلك ما تلوكه الألسن حول فرضية قيام أشخاص بحفريات في جنباته بحثا عن ما يعتقد أنه كنز مدفون جواره وفي كل الروضة المحاطة به.
في سياق متصل لا ننسى أن جدران مقام الضريح كانت تكتب عليها بشكل مقصود ومنظم عبارات “التكفير والضلال والبدعة” موجهة لكل من يتبرك بصاحب الضريح ولكل من يقوم بزيارة هذا الولي الصالح حفيد المولى إدريس الأكبر، ولم يعرف بالضبط من يقف وراء تلك “الفتاوى” التي كانت تكتب بخط واضح على جران الضريح، مما يعزز ويعقد شك المشككين في الأسباب الحقيقية التي أدت بسقوط الجدران بتلك الطريقة.
لا يعقل إذن ولا يستساغ الصمت على هذا الحدث الخطير، الذي مس رمزا كبيرا حكم منطقة تيكيساس إبان سيادة دولة الأدارسة وأسس في المنطقة أولى جوامع التعليم العتيق و العلوم الشرعية وبصم حياة الغماريين ببصمات حب وخير وسعادة تليق بتعلق الأهالي بآل البيت الأطهار.
وفي اتصالنا بمصادر “داخلية” خاصة استفسارا في الأمر، عبر مسؤول عن استغرابه لعدم قيام المسؤولين المحليين بأي إجراء يذكر، بل واعتبروا تجاهل ما حدث لرمز من الرموز التاريخية للمنطقة وللوطن احتقار لمكانة صاحب المقام في الذاكرة الجماعية للمغاربة واستخفاف برمز من رموز الدولة الإدريسية الشريفة، مما يعتبر بداهة إساءة مباشرة لدولتنا برمتها شعبا وحكاما.
وفي انتظار تحرك المسؤولين وقيامهم بالمتعين، يحتفظ المهتمون بالتاريخ والتراث أكاديميون وجمعويون بحقهم الدستوري الكامل في متابعة من يثبت تورطه في تدمير مقام الضريح بأي شكل من الأشكال، أو تورطه في إهماله وعدم القيام باللآزم ماضيا وحاضرا في صون وحماية حرمته.
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.