نجاح باهر لمسرحية “بابار ورفاقه” لفرقة كانديلا ارت في الدورة 23 من المهرجان الدولي لمسرح الطفل بتازة
– هاشمي بريس
شهدت مدينة تازة، في أجواءٍ احتفاليةٍ مميزةٍ، فعاليات الدورة الثالثة والعشرين للمهرجان الدولي لمسرح الطفل، ذلك الحدث الثقافيّ السنويّ الهامّ الذي تنظمه وزارة الشباب والثقافة والتواصل – قطاع الثقافة، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله. وقد اكتست هذه الدورة زخماً خاصاً، بفضل مشاركةٍ دوليةٍ واسعةٍ النطاق، أضفت تنوعاً ثقافياً ثرّياً على الفعاليات.
9
فقد حجّت إلى مدينة تازة فرقٌ مسرحيةٌ من بلدانٍ متعددة، جاءت من أوروبا (هولندا، إسبانيا، السويد)، ومن العالم العربيّ (سلطنة عمان، الأردن، مصر، تونس)، مُضيفةً لمسةً إبداعيةً متنوعةً إلى الفعاليات. وقد انضمّت إلى هذه الفرق الدولية مجموعةٌ من الفرق المغربية، مُمثلةً مختلف مدن و جهات المملكة، مُساهمةً في إثراء الحدث بلمساتٍ فنيةٍ محليةٍ أصيلة.
وقد قدّمت فرقة “كانديلا ارت” المغربية، المُمثلة لعمالة المضيق الفنيدق و جهة طنجة تطوان الحسيمة، مسرحيةً أطفالٍ مُتميزةً بعنوان “بابار ورفاقه”. وقد أُقيم عرضان للمسرحية، استمتع بهما الجمهور الطفوليّ بإعجابٍ واضح، مُظهِرين تفاعلاً كبيراً مع أحداث المسرحية وشخصياتها. وقد تميّز عرض فرقة “كانديلا ارت” بإبداعه الفنيّ، وبراعة مُمثّليه، وباستخدامهم لأساليب إخراجيةٍ حديثةٍ جذّابة، مُناسبة لجمهور الأطفال.
وتُعتبر مشاركة فرقة “كانديلا ارت” في المهرجان الدولي لمسرح الطفل بتازة دليلاً على التزامها بإحياء الحركة المسرحية المغربية، وتقديم عروضٍ مسرحية مُتميزة للأطفال. وقد أثبتت الفرقة قدرتها على التنافس مع فرقٍ دولية بارزة، مُبرزةً المواهب الفنية المغربية في هذا المجال. ولكن، يبقى دعم هذه الفرقة و غيرها من الفرق المسرحية المغربية أمراً حاسماً لاستمرار إبداعاتها، وتعزيز دورها في تنشئة أجيالٍ مُثقّفة، وتعزيز الثقافة والفنون في المغرب. لذا، يُناشد الجميع السلطات و الجهات المسؤولة بضرورة تقديم الدعم الكامل لهذه الفرقة و غيرها من الفرق المسرحية المغربية المُبدعة، حتى تستمر في إثراء الساحة الثقافية الوطنية بإبداعاتها المُتميزة.
يُمثّل المهرجان الدولي لمسرح الطفل بتازة حدثاً ثقافياً بارزاً، يُساهم في تعزيز التبادل الثقافيّ والفنيّ، وتقديم عروضٍ مسرحية مُتميزة للأطفال، وتنمية مواهبهم الإبداعية. وهو استثمارٌ حقيقيّ في مستقبل الأجيال، و في بناء مجتمعٍ مُثقّفٍ ومُبدع.