القنصلية الإسبانية بتطوان تعتمد نظامًا جديدًا لتقليص مدة انتظار مواعيد تأشيرة شنغن

0 81

– هاشمي بريس

في خطوةٍ مُلفتةٍ تهدف إلى  تحسين  الخدمات  القنصلية  وتسهيل  إجراءات  الحصول  على  تأشيرات  شنغن،  شرعت  القنصلية  العامة  للمملكة  الإسبانية  بتطوان  في  تطبيق  نظامٍ  جديدٍ  لإدارة  مواعيد  وضع  ملفات  طلبات  التأشيرة  بمكتب  BLS.  وقد  جاء  هذا  التدبير  الجديد  في  إطار  جهودٍ  متواصلةٍ  للقضاء  على  ظاهرة  السمسرة  في  هذا  المجال،  و  لتوفير  خدماتٍ  أكثر  فعالية  و  شفافية  للمواطنين.

فقد  كانت  القنصلية  تعتمد  سابقا  على  فتح  مواعيد  طلبات  التأشيرة  بشكلٍ  موسميّ،  مما  كان  يُؤدّي  إلى  فترة  انتظارٍ  طويلة،  و  يُسهّل  عملية  الاحتكار  من  طرف  السماسرة.  أمّا  الآن،  فقد  أصبحت  القنصلية  تعتمد  على  توقيتٍ  أسبوعيٍّ  لفتح  طلبات  المواعيد،  مما  يُقلّص  من  فترة  الانتظار  بشكلٍ  ملموس،  ويُعقّد  عملية  الاحتكار  ويُصعّبها  على  السماسرة.  وهذه  الخطوة  الاستباقية  تُعتبر  إنجازاً  هاماً  في  مكافحة  السمسرة،  و  في  ضمان  الوصول  العادل  إلى  خدمات  طلب  التأشيرة  لجميع  المواطنين.

ومنذ  تولّيه  مهامه  على  رأس  القنصلية  الإسبانية  بتطوان،  يُولي  السيد  القنصل  ألبارو  كاستييو  أغيلار  أولويةً  خاصةً  لتحسين  الخدمات  القنصلية،  و  إيجاد  صيغٍ  ملائمةٍ  لتسهيل  إجراءات  طلب  التأشيرة،  و  ضمان  سلاسة  أكبر  في  هذه  العملية.  وهو  يسعى  بشكلٍ  متواصلٍ  إلى  التفاعل  مع  المواطنين،  والاستماع  إلى  ملاحظاتهم  ومقترحاتهم،  و  إيجاد  الحلول  المناسبة  للتحديات  التي  تواجههم  في  هذا  المجال.

وكانت  شكاوى  المواطنين  طالبي  التأشيرة  من  تأخّر  مدة  المواعيد،  وصعوبة  الحصول  عليها،  دافعاً  قوياً  للقنصلية  لإيجاد  حلولٍ  فعّالة.  فقد  كانت  ظاهرة  السمسرة  تُعقّد  الأمور  وتُسبّب  معاناة  كبيرة  للمواطنين،  مما  دفع  القنصلية  إلى  اتخاذ  هذه  الخطوة  الاستباقية  لتحسين  الخدمات  وتسهيل  إجراءات  الحصول  على  التأشيرات.  ويُتوقّع  أن  يُساهم  هذا  التدبير  الجديد  في  تقليص  فترة  الانتظار،  و  في  ضمان  الوصول  العادل  إلى  خدمات  طلب  التأشيرة  لجميع  المواطنين،  مُعزّزاً  ثقة  المواطنين  في  الخدمات  القنصلية  الإسبانية  بتطوان.

تُعالج مصالح القنصلية العامة للمملكة الإسبانية بتطوان،  سنوياً،  حجمًا هائلاً من طلبات تأشيرات شنغن،  يُقدّر بحوالي 20 ألف طلب.  وهذا الرقم الضخم يُبرز  الأهمية  الكبيرة  للقنصلية  ودورها  المحوري  في  تسهيل  تنقّل  المواطنين  بين  المغرب  و  إسبانيا.  ولكن،  ما  يُثير  الاهتمام  بشكلٍ  خاصّ،  هو  الارتفاع  المُلحوظ  في  نسبة  الردود  الإيجابية  على  طلبات  التأشيرة،  حيث  بلغت  70%.  وهذا  المؤشر  الإيجابيّ  يُشير  إلى  تحسّنٍ  ملموسٍ  في  كفاءة  العملية،  و  إلى  تطوّرٍ  مُستمرّ  في  إجراءات  معالجة  الطلبات.

وراء  هذا  التطوّر  الإيجابيّ،  تَكْمُن  عدّة  عوامل  أساسية،  أبرزها  التعاون  المُتميّز  والعلاقات  الثنائية  المُتميّزة  بين  المملكتين  الجارتين،  المغرب  و  إسبانيا.  فالتنسيق  المُتواصل  بين  السلطات  المُختصّة  في  البلدين  يُساهم  في  تسهيل  الإجراءات  وتبسيطها،  مُخفّفاً  من  العقبات  الإدارية  التي  كانت  تُعيق  عملية  الحصول  على  التأشيرات  في  الماضي.  كما  أنّ  التطوّر  التقنيّ  في  نظم  معالجة  الطلبات،  و  التدريب  المُستمرّ  للموظفين،  يُساهمان  في  رفع  كفاءة  العمل  و  ضمان  سرعة  المعالجة.

وإدراكاً  لأهمية  تقديم  خدماتٍ  قنصليةٍ  فعّالة  و  مُيسّرة،  يسعى  مسؤولو  القنصلية  الإسبانية  بتطوان  إلى  معالجة  جميع  المشاكل  التي  قد  تُعيق  عملية  الحصول  على  المواعيد،  و  تحسين  شروط  معالجة  ملفات  طلبات  التأشيرة.  فهُم  يُدركون  أنّ  أيّ  تأخّرٍ  أو  تعقيدٍ  في  هذه  الإجراءات  يُسبّب  معاناة  كبيرة  للطّالِبين،  مما  يُؤثّر  سلباً  على  العلاقات  الثنائية  بين  البلدين.  لذلك،  يُركّز  مسؤولو  القنصلية  على  التحسين  المُستمرّ  للخدمات،  و  على  تطبيق  أفضل  الممارسات  الدولية  في  هذا  المجال،  و  على  تجنّب  أيّ  أخطاء  قد  تُعيق  عملية  الحصول  على  التأشيرات.  و  يُعتبر  هذا  الالتزام  بالتحسين  المُستمرّ  دليلاً  على  حرص  القنصلية  على  تقديم  خدماتٍ  عالية  الجودة  لجميع  المواطنين،  و  على  تعزيز  العلاقات  الثنائية  المُتميّزة  بين  المغرب  و  إسبانيا.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.