الملك محمد السادس ينتقد غياب الأحزاب عن تأطير المواطنين ويدعو إلى ربط السياسة بالمجتمع
الملك محمد السادس ينتقد غياب الأحزاب عن تأطير المواطنين ويدعو إلى ربط السياسة بالمجتمع

– هاشمي بريس
وجه الملك محمد السادس، في كلمته أمام البرلمان خلال افتتاح الدورة التشريعية مساء الجمعة، انتقادات صريحة للأحزاب السياسية والمنتخبين. وأكد أن ضعف تأطير المواطنين وغياب التواصل الفعّال معهم يشكل خللاً في أداء الهيئات السياسية.
وأوضح جلالته أن المجالس الترابية والأحزاب لم تقم بدورها في التعريف بالمبادرات العمومية والقوانين التي تمس حياة المواطنين. ودعا هذه الهيئات إلى القيام بمسؤولياتها الدستورية، وتعزيز التواصل المباشر مع المواطنين لرفع مستوى الوعي السياسي.
وفي تعليق على الخطاب، قال الباحث في السوسيولوجيا السياسية عبد المنعم الكزان إن الرسالة الملكية تحمل توجيهًا دقيقًا وصريحًا. وأضاف أن الخطاب يمثل “توبيخًا هادئًا” للأحزاب التي تخلت عن دورها التأطيري، خاصة تجاه الشباب الذين اختاروا الفضاء الرقمي والشارع بدل الأحزاب والجمعيات.
وأكد الكزان أن الملك دعا إلى إعادة بناء الجسور بين السياسة والمجتمع. واعتبر أن الأحزاب فقدت دورها في التواصل مع المواطنين، وهو ما يضعف الثقة في المؤسسات السياسية.
أما الباحثة في العلوم السياسية شريفة لموير، فرأت أن الخطاب الملكي كان واضحًا في تحميل الأحزاب مسؤولية فشلها في تأطير المواطنين. وأشارت إلى أن الفصل السابع من الدستور يحدد هذا الدور بدقة، لكن الأحزاب لم تفِ به.
وأوضحت لموير أن ضعف الأحزاب في استقطاب الشباب أدى إلى تزايد الاحتجاجات وتراجع الثقة في السياسة. وأضافت أن المعارضة تبدو مشلولة، في حين لا تتواصل الأغلبية الحكومية مع المواطنين بشأن مشاريع التنمية.
وختمت الباحثة تصريحها بالتأكيد على أن الخطاب الملكي دعوة صريحة لتحمل المسؤولية. وشددت على ضرورة إشراك الشباب وخلق فرص الشغل وترسيخ العدالة الاجتماعية، لبناء مغرب متوازن ومتجدد.
