نداء دولي يدين تجنيد أطفال تندوف: انتهاكات جسيمة تتطلب تحركًا عاجلًا
نداء دولي يدين تجنيد أطفال تندوف: انتهاكات جسيمة تتطلب تحركًا عاجلًا
في ظل تصاعد الانتهاكات الجسيمة لحقوق الأطفال حول العالم، خاصة في مناطق النزاعات المسلحة، أطلق المركز الدولي للأبحاث حول الوقاية من تجنيد الأطفال (IRCPCS) نداءً دوليًا عاجلًا من جنيف، يدين تجنيد الأطفال قسرًا في النزاعات المسلحة. وجاء النداء خلال مؤتمر دولي بعنوان “أطفال شمال إفريقيا.. الولوج إلى التعليم والحماية والتنمية”، الذي نظم على هامش الدورة الثامنة والخمسين لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة.
تفاصيل النداء الدولي
أكد المركز الدولي للأبحاث حول الوقاية من تجنيد الأطفال أن تجنيد الأطفال في النزاعات المسلحة يشكل انتهاكًا صارخًا لحقوقهم الأساسية، مشيرًا إلى أن عشرات الآلاف من الأطفال حول العالم يُجندون قسرًا ويُستخدمون كجنود وجواسيس وحتى دروع بشرية. وأشار النداء بشكل خاص إلى ممارسات ميليشيات “البوليساريو” في مخيمات تندوف جنوب غرب الجزائر، حيث يتم تجنيد الأطفال منذ عام 1982.
انتهاكات ميليشيات “البوليساريو”
كشف النداء عن أن مخيمات تندوف تشكل إحدى أبرز البؤر التي يتم فيها تجنيد الأطفال قسرًا. حيث يتم اختطاف القاصرين وإخضاعهم لتلقين عسكري وإيديولوجي صارم، مما يحرمهم من أبسط حقوقهم الأساسية، بما في ذلك التعليم والرعاية الصحية. كما يتم استخدام الأطفال في أدوار خطيرة، مثل العمل كجنود أو جواسيس، مما يعرض حياتهم للخطر ويؤثر على صحتهم النفسية والجسدية.
إدانة منظمة “ما تقيش ولدي”
في سياق متصل، وجهت منظمة “ما تقيش ولدي” إدانة قوية لهذه الممارسات، مؤكدة أنها تنتهك اتفاقية حقوق الطفل والبروتوكول الاختياري بشأن إشراك الأطفال في النزاعات المسلحة. ودعت المنظمة إلى تحرك دولي عاجل لوقف هذه الانتهاكات، مطالبة بمحاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم أمام المحاكم الدولية، بما في ذلك المحكمة الجنائية الدولية.
كما طالبت المنظمة بتوفير الدعم النفسي والاجتماعي للأطفال الذين تم تجنيدهم قسرًا، من خلال برامج إعادة التأهيل والإدماج، لضمان استعادة طفولتهم وحمايتهم من أي تهديدات مستقبلية. وأكدت نجاة أنور، رئيسة منظمة “ما تقيش ولدي”، على ضرورة عودة الأطفال المجندين إلى عائلاتهم بشكل آمن وفوري.
مطالب المجتمع الدولي
دعا النداء الدولي المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية إلى التحرك الفوري للضغط على الجهات المتورطة في تجنيد الأطفال، واتخاذ إجراءات صارمة لوقف هذه الممارسات غير الإنسانية. وشدد على أهمية تعزيز الرقابة على المناطق التي يتم فيها تجنيد الأطفال، وتوفير الحماية الكافية لهم.
كما طالب النداء بتعزيز جهود دعم التعليم في المناطق المتأثرة بالنزاعات، لضمان حصول الأطفال على فرص تعليمية تساعدهم على بناء مستقبل أفضل بعيدًا عن الصراعات المسلحة.
يأتي هذا النداء في إطار الجهود الدولية المستمرة لوقف انتهاكات حقوق الأطفال، خاصة في مناطق النزاع. وتؤكد المنظمات الحقوقية على ضرورة التحرك العاجل لإنهاء هذه الممارسات غير الإنسانية، وضمان مستقبل آمن للأطفال الذين يُعتبرون الضحايا الأبرياء في هذه الصراعات. كما تدعو إلى تعزيز التعاون الدولي لتحقيق هذه الأهداف، وحماية حقوق الأطفال في التعليم والصحة والحياة الكريمة.