جمال الدريدب.. ابن تطوان يُعيد بصيص الآمال لجماهير المُغرب أتلتيك تطوان

0 176

 

هاشمي بريس
متابعة وتقرير / محمد رضا المرابط

نجح المدرب جمال الدريدب، ابن مدينة تطوان، في كتابة فصل جديد من فصول التحدي والوفاء، بعدما قاد فريق المغرب أتلتيك تطوان إلى حصد نتائج إيجابية نوعا ما في الآونة الأخيرة خصوصا بعد نكسة البداية وسوء النتائج التي جناها الفريق مع طواقم سابقة، وبات الفريق التطواني محتاجا إلى تكثيف الجهود لإنقاذ الموسم من شبح النزول الذي ظل يُطارد النادي منذ بدايته.

ومنذ تولي جمال الدريدب قيادة الفريق، أظهر كفاءة عالية وروحًا قتالية عكست حبه الكبير للنادي الذي ترعرع فيه كلاعب ومدرب، بحيث لم يكن الطريق سهلًا، إذ واجه الفريق ظروفًا صعبة على مستوى النتائج والجانب النفسي، إلا أن الدريدب استطاع أن يخلق توازنًا داخل المجموعة، معيدًا الثقة للاعبين والجماهير على حد سواء.

لقد أثبت الدريدب أنه ليس مجرد مدرب عابر، بل قائد مشروع يحمل رؤية واضحة، حيث أعاد للفريق هويته القتالية واللعب الجماعي، ما تُرجِم على أرضية الميدان بنتائج إيجابية قلصت فارق النقاط لثلاث مع أقرب منافسيه شباب السوالم الرياضي وذلك في محاولة منه اللحاق بركب الفرق التي ستخوض مباريات السد الفاصلة.

إن ما يُميّز تجربته هو ذاك الرابط الوجداني العميق الذي يجمعه بالنادي، وهو ما بدا جليًا في لحظات احتفاله مع الجماهير، حين غلبته الدموع، معبّرًا عن مدى تعلقه بالفريق وقيمة وحجم المهمة التي أنجزها والمسؤولية التي يتحملها بعناية وتدبر كبيرين.

الجماهير التطوانية، بدورها، عبّرت عن ثقتها الكبيرة في الدريدب، معتبرةً إياه الرجل المناسب في المكان المناسب، ومرشحة إياه لقيادة الفريق نحو آفاق أرحب، بعيدًا عن دوامة المعاناة، نحو مشروع مُستقر وطموح.

جمال الدريدب، بما أظهره من التزام ونجاعة، أكّد أن أبناء الدار يملكون القدرة على صُنع الفارق متى ما أتيحت لهم الثقة والدعم.

ففي زمن الأزمات والضغوط التي عاشها نادي المغرب أتلتيك تطوان خلال الموسم الكروي الجاري، ظهر اسم جمال الدريدب كمُنقذ حقيقي أعاد ترتيب البيت التطواني رغم ضروف الذهاب والمجيء التي لطالما كانت محطة قيادية للنادي وللرجل شخصيا ولو أنها متأخرة بعض الشيء.

لقد عاد للفريق توازنه وهويته بعد أن كان على حافة الهبوط إلى القسم الثاني. ولو أنه لم يحسِم الأمر بعد إلا أنها كانت مهمة تشبه الإعجاز لكنها اليوم وبإصرار الرجال أضحت على مشارف وأعتاب كتابة إنجاز قد يسطر بفخر واعتزاز إذا ما قورن بظروف وحيثيات الموسم الكروي العصيب الذي عاشته المدينة برُمتها.. سيما وأنه نِتاجُ عمل كبير، ووفاء نادر من رجل ينتمي للمدينة والنادي بكل تفاصيله ولو في ظرف وجيز.

مدرب من قلب النادي.. شخصية قيادية وتكتيك مُحكم

جمال الدريدب ليس غريبًا عن تطوان أو عن “الحمامة البيضاء”، فهو ابن المدينة، وأحد اللاعبين الذين حملوا قميص الفريق في فترات سابقة، كما اشتغل في عدد من المناصب داخل النادي. لكن هذه المرة كانت مختلفة، فقد عاد في وقت عصيب، حين كان الفريق يتخبّط في أسوء فتراته، ويحتاج إلى رجل يعرف خباياه جيدًا ويملك القدرة على التعامل مع الأوضاع الصعبة بحكمة وصبر.

منذ توليه قيادة الفريق، اشتغل الدريدب بهدوء وثقة، معتمدًا على بناء علاقة متينة مع اللاعبين، وتحفيزهم نفسيًا قبل كل شيء، إضافة إلى وضع خطة تكتيكية مناسبة تراعي الإمكانيات المحدودة المتاحة، فضلا عن طرد كل المعيقات التي أثقلت كاهل الفريق بمشاكل كبيرة وهو ما انعكس إيجابيًا على أداء اللاعبين، حيث بدأت النتائج تتحسن تدريجيًا، لتصل إلى ذروتها في الجولات الأخيرة التي اقترب فيها الفريق عن مراكز تحقيق المراد.

قيادة برؤية.. ومشروع طموح يتجاوز البقاء… فهل تكتمل فصوله؟؟

لا يقتصِر دور جمال الدريدب على إنقاذ الفريق هذا الموسم فقط، بل تشير كل المؤشرات إلى أنه يملك رؤية طويلة الأمد تهدف إلى بناء فريق تنافسي قادر على استعادة أمجاد المغرب التطواني، الذي توج سابقًا بلقب البطولة الوطنية وشارك في كأس العالم للأندية. وأيضا لإقترابه من لعب مباراة الدور النصف النهائي لكأس العرش المغربي في حال تجاوز اولمبيك خريبكة في الربع، فهل تضع الإدارة قناعاتها الكاملة بمشروعه، في ظل الانسجام الحاصل بينه وبين مكونات النادي.

رسالة للكرة الوطنية قاطبة.. أبناء الدار يصنعون الفوارق ولديهم من الإمكانيات ما يسمح بتحقيق أسمى مراتب النجاح والإبهار

تجربة جمال الدريدب مع المغرب أتلتيك تطوان تعيد التأكيد على أهمية منح الثقة لأبناء الفرق، الذين يعرفون خباياها ويتعاملون معها بروح الانتماء قبل كل شيء. تجربة قد تكون نموذجًا ناجحًا يُحتذى به في فرق وطنية أخرى، تبحث عن التوازن والاستقرار في ظل ضغوط المنافسة.

باختصار، جمال الدريدب لم يكن مجرد مدربًا عابرًا في تطوان، بل كان لاعبا قائداً وفيًا لتاريخها الكروي، وصوتًا صادقًا لأحلام جماهيرها.. واليوم، وقد نجح في إعادة الفريق إلى الطريق الصحيح، باتت تطوان كلها تهتف باسمه، وتضع عليه آمالًا جديدة في المستقبل.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.