تحقيق صحفي: السحر والمس بين المعتقدات الشعبية واستغلال الضعفاء و السدج في المغرب

0 90

تحقيق صحفي: السحر والمس بين المعتقدات الشعبية واستغلال الضعفاء و السدج في المغرب

سحر

– هاشمي بريس 

في زقاق ضيق بالمدينة  العتيقة، حيث تشتبك روائح البخور مع همسات القراء، يجلس “الشيخ محمد” (م.ص) خلف ستار أحمر، مدعياً قدرته على علاج المس والسحر. على جدران غرفته تعليقات مثل “أزيل السحر في 24 ساعة” و”أحل المشاكل الزوجية”. هنا، حيث يلجأ العشرات يومياً، تبدأ رحلة المعاناة لكثير من اليائسين.

بين الطب والشعوذة: رحلة هناء التي كلفتها 50 ألف درهم

هناء.ع (34 سنة) تروي قصتها بصوت مرتجف: “بعد معاناتي مع آلام غير مبررة، نصحوني بزيارة ‘فقيه’. دفعنا له أكثر من 50 ألف درهم على جلسات متتالية، وضع لنا خيطان وأحرق أعشاباً، لكن حالتي ساءت”. تضيف: “لاحقاً اكتشف الطبيب أن لدي مشكلة في الغدة الدرقية”.

أرقام صادمة:

  • 60% من حالات “المس” المزعومة هي أمراض نفسية أو عضوية بحسب أطباء

  • 45% من المغاربة زاروا “العرافين” مرة واحدة على الأقل (دراسة 2022)

  • جلسات “العلاج” تتراوح بين 500 و20 ألف درهم

تحقيق ميداني: داخل عيادات “الراقين”

بعد بحث استمر شهرين، تمكن فريقنا من تسجيل لقاءات مع:

  1. “الشيخ كريم” الذي يطلب من المرضى:

    • كتابة أسمائهم على ورقة بيضاء

    • إحضار ملابس داخلية

    • دفع مبالغ بذريعة “شراء مواد للرقي”

  2. “فاطمة الزهراء” التي تدعي:

    • قراءة المستقبل بالماء والمرايا

    • حل المشاكل الزوجية بـ”محبة”

    • تطلب مبالغ طائلة مقابل “وصفات سحرية”

رأي الشرع والعلم:

الدكتور عبد الإله السعيدي، أستاذ الشريعة، يحذر: “ما يحدث استغلال وانحراف عن الرقية الشرعية. الإسلام حرم السحر والتنجيم”.

من جانبها، تؤكد الدكتورة ليلى المريني، أخصائية نفسية: “80% من الحالات التي تظن أنها مس هي اضطرابات قلق أو اكتئاب تحتاج علاجاً علمياً”.

ضحايا يروون:

  • أحمد.ن (42 سنة): “خسرت خدمتي وفلوسي مع الفقهة والرقات باش نعالج مراتي وخسرت كولشي حتى مراتي انتحرت'”

  • سمية.ز (29 سنة): “اتهموني بالمس فطردت من العمل”

  • مصطفى . س (46) بسبب السحر والشعودة تدمرات حياتي سمحت في اوراقي الاروبية والجنسية وبقيت من فقيه لفقيه

الحلول المقترحة:

  1. تشديد الرقابة على الممارسين ودكاكين الرقات

  2. توعية المواطنين بخطر الشعوذة ومحاربة السحرة او ما يطبق عليهم الفقهة

  3. تعزيز الطب النفسي في المناطق النائية وزيادة مراكز لمتابعة الحالات النفيسة و العصبية

بينما تغرب الشمس عن سوق تطوان القديم، يغلق “الشيخ محمد” كشكه، بينما تبدأ أجراس عيادة طبيب نفسي قريبة بالرنين. ربما تكون هذه المفارقة خير دليل على الطريق الذي يجب أن نسلكه.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.