توقعات عاصفة تسبق الخطاب الملكي: هل ينهي “جيل زيد” ويحدد مصير الحكومة؟

0 157

توقعات عاصفة تسبق الخطاب الملكي: هل ينهي “جيل زيد” ويحدد مصير الحكومة؟

– هاشمي بريس 

​تترقب الأوساط السياسية والشعبية في المغرب على أحر من الجمر الخطاب الملكي السامي الذي سيلقيه الملك محمد السادس غدًا، الجمعة 10 أكتوبر 2025، بمناسبة افتتاح الدورة الأولى من السنة التشريعية الخامسة للولاية الحادية عشرة بمقر البرلمان. وكما يتوقع العديد من المتتبعين، يحمل هذا الخطاب المرتقب في طياته الكثير من المفاجآت، وقد تكون له دلالات بالغة الأهمية قد تصل إلى وضع حد لموجة احتجاجات “جيل زيد”، وربما حسم مصير الحكومة الحالية.

​يُنظر إلى خطاب الغد، الذي يُبث مباشرة على شاشات التلفزة وأمواج الإذاعة ابتداءً من الساعة الرابعة والنصف عصرًا، على أنه سيكون قويًا و”ناريًا”. يتوقع المحللون أن يحمل إشارات ودلالات قوية ومباشرة موجهة للمتسببين في وصول الأوضاع إلى درجة دفعت بشباب جيل أواخر التسعينات إلى النزول إلى الشوارع. يبقى الأهم في هذه التوقعات هو احتمال أن يضع الخطاب حدًا لحياة الحكومة الحالية، في ظل تنامي الاحتقان الاجتماعي.

​من اللافت للانتباه أن حركة “جيل زيد” أعلنت عن تعليق دعواتها للاحتجاجات التي كانت مقررة ليوم الغد في عدة مدن مغربية. ويأتي هذا التعليق كبادرة تقديراً لرمزية الخطاب الملكي السامي وافتتاح السنة التشريعية الجديدة. وقد أوضحت الحركة في بيان مقتضب نشرته على صفحتها الرسمية بـ”فيسبوك” أن قرار التعليق ينبع من الاحترام لمقام الملك محمد السادس، واعترافاً بما تمثله لحظة افتتاح الدورة البرلمانية من أهمية دستورية في الحياة السياسية الوطنية.

​في هذا السياق، أكدت الحركة أن قرارها يعكس المسؤولية الوطنية والتشبث بـثوابت الأمة ومؤسساتها الدستورية. كذلك، شددت الحركة على إيمانها الراسخ بأن الحوار الجاد والبنّاء يظل دائمًا هو السبيل الأمثل لتحقيق المطالب المشروعة، وترسيخ قيم العدالة والكرامة في الوطن. هذه الخطوة الأخيرة تؤكد بوضوح أن الحركة لا تحمل أي عداء للملكية، بخلاف ما تحاول بعض الجهات، لا سيما أبواق النظام الجزائري، ترويجه عبر وسائل إعلامها ومنصات التواصل الاجتماعي.

​بناءً على تحليلات المراقبين، تعكس مبادرة “جيل زيد” الأخيرة تحولًا في خطاب الحركة نحو مزيد من النضج السياسي والانضباط المؤسساتي. ويأتي هذا التحول بعد دعوات سابقة وجهتها شخصيات سياسية بارزة لـتهدئة الأوضاع قبيل الخطاب الملكي. الآن، يبقى الجميع في حالة انتظار وترقب لما ستحمله الرسائل والإشارات الإصلاحية في ظل الأجواء الراهنة. إذًا، كل الأنظار تتجه نحو قبة البرلمان.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.