فيلم وثائقي “ملحمة مجد خالدة” يُخلّد ذكرى المسيرة الخضراء بكلميم
– هاشمي بريس
احتفاءً بالذكرى التاسعة والأربعين للمسيرة الخضراء الخالدة، و تزامناً مع الاحتفال بعيد الاستقلال المجيد، وذلك تكريماً لجهود المشاركين الأبطال في هذه الملحمة الوطنية العظيمة، عُرضَ فيلم وثائقيٌّ مميزٌ في مقر المديرية الجهوية للمقاومة وأعضاء جيش التحرير بمدينة كلميم. وقد تمّ اختيار هذا المكان الرمزيّ لعرض الفيلم، نظراً لأهمية دور المقاومة وجيش التحرير في تاريخ المغرب، وتجسيداً للرابط الوثيق بين المسيرة الخضراء وكفاح الشعب المغربي من أجل استكمال وحدته الترابية.
الفيلم الوثائقي، الذي يحمل عنوان “ملحمة مجد خالدة”، هو من إنجاز جريدة “وادنون تيفي”، ويُوثّق بدقةٍ عاليةٍ لأبرز المراحل التي مرت بها المسيرة الخضراء، منذ انطلاقها وحتى تحقيق أهدافها النبيلة. وقد استخدم صُنّاع الفيلم تقنياتٍ متقدمةً في الإخراج والتصوير، مُضيفين لمساتٍ فنيةٍ مميزةٍ، لتقديم سردٍ شيّقٍ ومُؤثّرٍ لهذه الملحمة التاريخية.
ويُسلّط الوثائقي الضوء على مختلف جوانب المسيرة الخضراء، بدءاً من التحضيرات والتعبئة الشعبية الواسعة التي سبقت انطلاقها، مروراً بمشاهدٍ مؤثرةٍ تُظهر تضحيات المشاركين، وصولاً إلى لحظاتِ الوصول إلى الأقاليم الجنوبية، والتي تُجسّد انتصارَ الإرادة الوطنية، وتأكيدَ الحقّ التاريخيّ للمغرب في صحرائه. كما يُبرز الفيلم دورَ القيادة الحكيمة لجلالة الملك الراحل الحسن الثاني، طيب الله ثراه، في قيادة هذه المسيرة، وتحقيق هذا النصر التاريخيّ.
وقد تمّ تنظيم عرض الفيلم بدعمٍ كريمٍ من المجلس الإقليمي لكلميم، وبشراكةٍ مثمرةٍ مع المديرية الجهوية للمقاومة وأعضاء جيش التحرير، وتنسيقٍ فعالٍ مع مركز التكوين المهني “المسيرة”، التابع للمديرية الجهوية لقطاع الشباب بكلميم. وقد ساهم هذا التعاون المثمر في إنجاح هذا الحدث الوطنيّ الهامّ، وتقديم عرضٍ مميزٍ يُخلّد ذكرى المسيرة الخضراء، ويُعرّف الأجيال الجديدة بهذه الملحمة البطولية.
وقد حظي عرض الفيلم بحضورٍ كبيرٍ من طرف مختلف فئات المجتمع الكلميمي، مُعبّراً عن الاهتمام الكبير بهذه الذكرى الوطنية، والتقدير العميق لجهود المشاركين في المسيرة الخضراء. وقد ترك الفيلم انطباعاً إيجابياً لدى الحضور، مُؤكّداً على أهمية هذه الملحمة في تاريخ المغرب، ودورها في استكمال الوحدة الترابية للمملكة، وحماية مصالحها العليا. ويُعتبر هذا العرض مناسبةً وطنيةً هامةً، ساهمت في تعزيز الوعي الوطنيّ، وتجديد العهد بالولاء للعرش العلويّ المجيد.