عاصفة ‘تبروري’ في زاكورة: زراعة الدلاح تهديدٌ للمياه الجوفية واستنكارٌ لغياب الحوكمة البيئية

0 96

– هاشمي بريس

في مشهد أعاد إلى الواجهة النقاش حول الاستنزاف الخطير للفرشة المائية بإقليم زاكورة، ضربت عاصفة رعدية قوية المنطقة، أول أمس الخميس، مصحوبة بتساقطات “تبروري” كثيفة، متسببة في خسائر فادحة، خاصة في حقول البطيخ الأحمر، المعروف محلياً بـ”الدلاح”.
العاصفة، التي شلّت الحركة وتسببت في عزلة بعض المناطق بفعل انقطاع الطرق، لم تكن مجرد ظاهرة مناخية عابرة، بل كشفت واقعاً مقلقاً يتعلق بغياب مراقبة حقيقية لزراعة تستنزف أهم مورد طبيعي في الإقليم: المياه الجوفية.
اللافت في هذا السياق، حسب ما أكدته فعاليات محلية، هو استمرار زراعة البطيخ الأحمر في زاكورة رغم الدعوات المتكررة لإيقافها، ورغم قرار مشابه اتُّخذ في أقاليم مجاورة مثل طاطا، حيث تم الحد من هذه الزراعة حماية للفرشة المائية.

وتتطلب زراعة الدلاح كميات هائلة من المياه، في منطقة تُصنّف من بين الأكثر تضرراً من التغيرات المناخية والخصاص المائي. الأمر الذي يجعل من الاستمرار في هذا النوع من الفلاحة ضرباً من المجازفة بمستقبل بيئي هش وسكان يئنّون تحت وطأة العطش.
جمعيات مدنية وفاعلون محليون كانوا قد نبّهوا مراراً إلى خطورة التوسع العشوائي في زراعة البطيخ، معتبرين أنها تشكل تهديداً مباشراً للتوازن البيئي، وتنذر بتفاقم أزمات اجتماعية ومناخية في منطقة تعاني أصلاً من اختلالات بنيوية.
وفي ظل هذه التطورات، يطرح المتتبعون سؤالاً ملحاً: من يحمي زراعة “الدلاح” في زاكورة؟ ولماذا تصر السلطات على تجاهل الأصوات المحلية التي تنادي بحماية ما تبقى من الموارد الطبيعية للإقليم؟
عاصفة “تبروري” لم تخرّب فقط المحاصيل، بل هزّت أيضاً الثقة في نجاعة قرارات التنمية الفلاحية بزاكورة، وفرضت إعادة التفكير في نموذج تنموي بيئي متوازن ينقذ ما تبقى من فرشة مائية في طريقها إلى النضوب.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.