ظاهرة التسول في شفشاون: خطر يهدد السياحة ويستدعي تدخلاً عاجلاً

0 86

ظاهرة التسول في شفشاون: خطر يهدد السياحة ويستدعي تدخلاً عاجلاً

التسول في شفشاون

– هاشمي بريس

تفاقم الظاهرة: مؤشرات مقلقة وتأثيرات متعددة

 تجدر الإشارة إلى أن ظاهرة التسول في شفشاون لم تعد مجرد مشكلة عابرة، بل تحولت إلى ظاهرة بنيوية تهدد مكانة المدينة كواجهة سياحية مميزة. فعلى سبيل المثال، تشير المعطيات الميدانية إلى أن أعداد المتسولين قد تضاعفت خلال السنوات الثلاث الأخيرة، خاصةً في المواقع السياحية الرئيسية.

من جانب آخر، يلاحظ الزوار والمقيمون على حد سواء أن غالبية المتسولين ينتمون إلى مناطق أخرى، حيث يأتون خصيصاً إلى شفشاون بسبب تدفق السياح الأجانب. وبالإضافة إلى ذلك، فقد طور هؤلاء أساليب متقنة لاستدرار العطف، مثل ارتداء الأزياء التقليدية المحلية رغم أن لهجتهم تكشف انتماءهم لمناطق أخرى.

المفارقة الصادمة: بين المتسولين المحترفين والفقراء الحقيقيين

في المقابل، يعيش العديد من سكان شفشاون الأصليين في ظروف صعبة، إلا أنهم يرفضون اللجوء إلى التسول. وعلى الرغم من حاجتهم الماسة، إلا أنهم يفضلون العمل في مهن متواضعة تحفظ كرامتهم. بينما نجد أن بعض المتسولين المحترفين يجنون أموالاً تفوق ما يحصل عليه العاملون في قطاع السياحة نفسه.

ولتوضيح الصورة أكثر، يمكن القول إن الفقراء الحقيقيين في شفشاون يعانون من ظلم مضاعف: أولاً، بسبب ضعف مواردهم، وثانياً، لأن المتسولين المحترفين يستغلون الصورة النمطية عن فقر المنطقة.

تداعيات خطيرة: من التشويه السياحي إلى الانعكاسات الاجتماعية

نتيجة لذلك، تظهر مجموعة من الآثار السلبية التي تستدعي التدخل العاجل:

  1. أولاً وقبل كل شيء، التأثير السلبي على تجربة الزوار، حيث أصبح الكثيرون يشعرون بعدم الارتياح بسبب الإلحاح المستمر للمتسولين.

  2. ثانياً، تشويه صورة المدينة التي تشتهر بجمالها وهدوئها، مما قد يؤثر على تدفق السياح مستقبلاً.

  3. أخيراً وليس آخراً، انتشار ثقافة الكسب السهل، مما يشكل خطراً على القيم الاجتماعية خاصة بين الشباب.

رؤية متكاملة للحلول: بين الإجراءات الأمنية والبدائل التنموية

في ضوء ذلك، نقترح خطة متعددة المستويات لمواجهة هذه الظاهرة:

من ناحية أولى، يتعين تعزيز التدابير الأمنية عبر:

  • تكثيف الدوريات في المناطق السياحية

  • تطبيق القانون بشكل صارم على المتسولين المحترفين

  • مراقبة المجموعات المنظمة التي تستغل الأطفال في التسول

من ناحية ثانية، لا بد من إيجاد حلول تنموية تشمل:

  • إنشاء صندوق دعم خاص بأهالي شفشاون المحتاجين

  • تطوير برامج تدريب مهني تستهدف الفئات الهشة

  • تشجيع المشاريع الصغيرة المرتبطة بالسياحة المستدامة

 يمكن القول إن حل أزمة التسول في شفشاون يتطلب مقاربة شاملة، ليس فقط من خلال الإجراءات الأمنية، وإنما أيضاً عبر معالجة الأسباب الجذرية للظاهرة. فقط بهذه الطريقة يمكن الحفاظ على هوية المدينة السياحية وفي نفس الوقت حماية كرامة سكانها الأصليين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.