المغرب يجهض محاولة اقتحام سبتة بعد دعوات تحريضية قادمة من الجزائر

0 64

المغرب يجهض محاولة اقتحام سبتة بعد دعوات تحريضية قادمة من الجزائر

– هاشمي بريس 

 

لم تمضِ ساعات على تداول صفحات جزائرية مشبوهة لدعوات تحريضية إلى اقتحام مدينة سبتة المحتلة، حتى أفشل المغرب تلك المناورات بيقظة أمنية وحزم ميداني أظهر أن حدوده، وإن كانت رمزية، ليست مجالًا للفوضى ولا ساحة لتجارب أطراف مأزومة.

ففي مدينة الفنيدق، التي كانت هدفًا لمحاولات توتير الوضع تحت غطاء “الهجرة غير النظامية”، ساد الهدوء التام اليوم الثلاثاء 15 أكتوبر 2025، وسط انتشار أمني مكثف وسيطرة تامة على مداخل المدينة ومحيطها الحدودي.

وأكدت مصادر مطلعة أن المصالح الأمنية رفعت درجة التأهب إلى أقصاها، حيث انتشرت التعزيزات الميدانية وتكثفت الدوريات الراجلة والمحمولة، مدعومة بمروحيات جوية، ضمن خطة استباقية لتأمين كل شبر من الثغر الشمالي. وتمكنت القوات من إحباط محاولة اقتحام جماعي كان يدبرها عدد من المهاجرين غير النظاميين، من بينهم جزائريون، حاول بعضهم العبور سباحة أو التسلل عبر السياج نحو سبتة المحتلة. غير أن العيون الساهرة أحبطت المحاولة وأوقفت المتورطين الذين أُحيلوا على التحقيق لتحديد ملابسات وخلفيات التحرك.


وتشير المعطيات الأولية إلى أن الدعوات التحريضية تم تنسيقها عبر منصات رقمية تُدار من التراب الجزائري، تقف وراءها شبكات للاتجار في البشر تستغل معاناة المهاجرين وتوظفهم كورقة ضغط إعلامي وسياسي ضد المغرب، في إطار حملة دعائية موجهة.

ويرى مراقبون أن ما جرى ليس سوى حلقة جديدة من مسعى جزائري لتوتير العلاقات المغربية الإسبانية عبر افتعال الأزمات على الحدود الشمالية، في وقت بلغ فيه التعاون الأمني بين الرباط ومدريد مستويات غير مسبوقة من التنسيق. وتعكس هذه التحركات حالة ارتباك واضحة لدى النظام الجزائري أمام النجاحات التي يحققها المغرب في الفضاء المتوسطي، وقدرته على ترسيخ موقعه كشريك موثوق لأوروبا في قضايا الأمن والهجرة، ضمن مقاربة تمزج بين الحزم في حماية السيادة والإنسانية في التعامل مع المهاجرين.

مرة أخرى، يثبت المغرب أن حدوده ليست ثغرة، وأن صلابته الأمنية والدبلوماسية تبقى الحصن المنيع في وجه كل محاولة للمس باستقراره أو التشكيك في مكانته الإقليمية والدولية.

 

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.