أزمة إنسانية: أكثر من 40 معتمراً مغربياً عالقون بمطار جدة منذ 9 أيام.. والسفارة المغربية صامتة
مواطنون مغاربة في وضعية مأساوية بمطار جدة: نداء لتدخل عاجل
منذ تسعة أيام، يعيش أكثر من 40 معتمراً مغربياً، معظمهم من كبار السن والمرضى، أوضاعاً مأساوية داخل مطار جدة الدولي بالمملكة العربية السعودية. هؤلاء المواطنون عالقون دون توضيحات رسمية من السفارة المغربية بالرياض أو القنصلية العامة بجدة، مما يفاقم معاناتهم في ظل ظروف إنسانية صعبة. هذه الأزمة تسلط الضوء على فشل التنسيق بين الجهات المسؤولة وضرورة تحسين آليات حماية المواطنين المغاربة في الخارج.
معتمرون مغاربة عالقون في مطار جدة: تفاصيل الأزمة
وفقاً لشهادات المعتمرين، يواجهون تحديات جسيمة تشمل:
- غياب الإرشادات الرسمية: لا توجد معلومات واضحة حول موعد عودتهم أو الإجراءات المطلوبة.
- تقصير شركة الطيران: على الرغم من دفع المعتمرين كامل تكاليف الرحلات، إلا أن شركة “مناسك للطيران” تتجاهل مطالبهم وتبرر التأخير بخلل تقني دون تقديم حلول.
- ظروف إقامة قاسية: يفترش العالقون أرض المطار، دون توفير طعام أو دعم طبي، مما يهدد صحة كبار السن والمرضى بشكل خاص.
انتقادات حادة للسلطات المغربية
تتعالى الأصوات المطالبة بمحاسبة السفير المغربي بالرياض، مصطفى المنصوري، والقنصل العام بجدة، عبد الإلاه أوداداس، بسبب:
- عدم التدخل العاجل: لم تُظهر السفارة أو القنصلية أي استجابة فعالة لتخفيف معاناة المواطنين.
- غياب الحلول البديلة: لم يتم تنسيق رحلات إجلاء طارئة أو توفير إقامة مؤقتة للعالقين.
- إهمال الفئات الهشة: كبار السن والمرضى يعانون أكثر من غياب الرعاية والدعم.
تحركات على منصات التواصل الاجتماعي
أطلق نشطاء مغاربة حملات واسعة على فيسبوك وتويتر تحت وسم #أنقذوا_المغاربة_العالقين_بجدة، مطالبين ب:
- إجلاء فوري: تنظيم رحلات خاصة لإعادة المواطنين إلى المغرب.
- تحقيق عاجل: فتح تحقيق لتحديد المسؤولين عن هذا الإهمال، سواء من شركة الطيران أو الجهات الدبلوماسية.
- تحسين آليات التكفل: وضع خطط استباقية للتعامل مع الأزمات المشابهة في المستقبل.
توصيات لمعالجة الأزمة
لحل هذه الأزمة الإنسانية، يمكن اتخاذ الإجراءات التالية:
- تدخل دبلوماسي عاجل: على السفارة المغربية بالرياض والقنصلية بجدة التنسيق مع السلطات السعودية لتأمين رحلات إجلاء فورية.
- دعم إنساني: توفير سكن مؤقت ومساعدات طبية وغذائية للعالقين، خاصة الفئات الهشة.
- محاسبة المقصرين: فتح تحقيق في تقصير شركة “مناسك للطيران” وفرض عقوبات على المسؤولين عن التأخير.
- تعزيز الحماية القنصلية: تطوير آليات استجابة سريعة لدعم المغاربة في الخارج خلال الأزمات.
دروس من أزمات سابقة
هذه ليست المرة الأولى التي يواجه فيها مغاربة أوضاعاً مماثلة. خلال جائحة كورونا (2020-2021)، عانى آلاف المغاربة من العالقين في دول مثل تركيا وكندا وفرنسا بسبب إغلاق الحدود. على الرغم من نجاح المغرب في إجلاء مواطنيه لاحقاً (مثل إجلاء 290 مواطناً من كندا في يوليو 2020)، إلا أن التأخر في الاستجابة كان مثار انتقاد واسع. هذه الأزمة تكرر نفس الأخطاء، مما يستدعي إعادة تقييم سياسات التكفل بالجالية.
إن معاناة المعتمرين المغاربة في مطار جدة ليست مجرد أزمة مؤقتة، بل انعكاس لنقص في التنسيق والمسؤولية. يجب على السلطات المغربية، بالتعاون مع نظيرتها السعودية، التدخل فوراً لإجلاء المواطنين وتوفير الدعم اللازم. كما ينبغي وضع استراتيجيات طويلة الأمد لضمان عدم تكرار مثل هذه الأزمات، لأن كرامة المواطن المغربي وسلامته يجب أن تكونا الأولوية القصوى.

