شباب الشمال بين البطالة وموجة الهجرة الجديدة نحو أوروبا
شباب الشمال بين البطالة وموجة الهجرة الجديدة نحو أوروبا

– هاشمي بريس
تعيش مدن الشمال المغربي هذه الأسابيع على وقع موجة جديدة من محاولات الهجرة غير النظامية. يقودها شباب فقد الأمل في واقع اقتصادي واجتماعي يزداد صعوبة سنة بعد أخرى. وتحولت سواحل المنطقة إلى نقاط انطلاق متكررة لعمليات هجرة سرية، في مشهد يعيد إلى الأذهان صوراً مأساوية لم تختف يوماً.
فما تزال البطالة كابوساً يؤرق شباب المنطقة. ضعف الاستثمار وغياب المشاريع الكبرى وركود القطاع السياحي بعد الصيف، كلها عوامل دفعت الكثيرين إلى التفكير في الهجرة. بالنسبة لهم، “الحريك” لم يعد مغامرة بل محاولة أخيرة للبحث عن الكرامة.
ويقول عدد من الشباب إنهم فقدوا الثقة في وعود التنمية التي تتكرر دون أثر. المشاريع المعلنة لم توفر مناصب شغل حقيقية، فيما تظل الوظائف القليلة محصورة في فئة محدودة. هذا الواقع خلق شعوراً بالإقصاء لدى جيل متعلم وجد نفسه عالقاً بين الطموح والبطالة.
في المقابل، تحذر جمعيات مدنية من تصاعد موجة الهجرة السرية خلال الخريف. وتدعو إلى وضع التشغيل في مقدمة السياسات العمومية. كما تطالب باستثمار طاقات الشباب في مجالات الاقتصاد الأزرق والمهن الجديدة بدل تركهم عرضة لشبكات تهريب البشر.
ورغم قتامة المشهد، لا يزال الأمل قائماً. كثير من شباب الشمال يؤمنون بقدرتهم على التغيير داخل وطنهم. لكن هذا الأمل يحتاج إلى إرادة سياسية حقيقية تحول الوعود إلى واقع، حتى لا يصبح البحر مجدداً الطريق الوحيد نحو الحلم.
