جيل “التيك توك” وثقافة الاستهلاك السريع.. أزمة قيم أم تطور طبيعي؟

0 94

جيل “التيك توك” وثقافة الاستهلاك السريع.. أزمة قيم أم تطور طبيعي؟

يعيش الشباب تيك توك
يعيش الشباب تيك توك

– هاشمي بريس

يشهد المجتمع المغربي تحولات سريعة في أنماط التفكير والتفاعل، ويعيش الشباب اليوم على إيقاع المنصات الرقمية، خصوصاً تطبيق “تيك توك”. هذا التطبيق غيّر أسلوب تواصلهم وطريقة تعبيرهم، كما بدّل نظرتهم إلى القيم والعمل والمعرفة.

يتجه معظم الشباب إلى مقاطع قصيرة توفر ترفيهاً سريعاً ومعلومة جاهزة، بدل متابعة القنوات التقليدية. وبمرور الوقت، بدأت هذه السرعة تؤثر في طريقة تفكيرهم. لذلك، صار كثيرون يضعون الشهرة الرقمية في صدارة أولوياتهم، متجاوزين أحياناً الكفاءة والمضمون.

يؤكد الباحثون الاجتماعيون أن الظاهرة تعكس تحولاً في القيم أكثر مما تعكس تراجعها. يسعى جيل “التيك توك” إلى الاعتراف والتميز في عالم مفتوح، لكنه يواجه ضغط المقارنة والسعي المستمر لنيل التفاعل. لذلك، يشترك هذا الجيل مع الأجيال السابقة في حاجته للتعبير، لكنه يستخدم أدوات أسرع وأكثر تأثيراً.

يحذر التربويون من مخاطر ثقافة الاستهلاك السريع، لأنها تضعف روح النقد والقدرة على التركيز. يؤدي التعلق بالمحتوى القصير إلى قلة الصبر على القراءة والفهم العميق، ما يهدد الذوق الثقافي والوعي الجماعي. لذلك، ينصح التربويون بتوجيه الشباب نحو أنشطة تعزز التركيز والفهم العميق.

ويرى المختصون في الإعلام الرقمي أن التحول التكنولوجي يوفر فرصة كبيرة لتوجيه الشباب نحو الإبداع والمعرفة. لذا، تستثمر المؤسسات التعليمية والثقافية “تيك توك” لنشر قيم إيجابية وبناء محتوى هادف يخاطب لغة الجيل الجديد ويحافظ على جوهر الثقافة المغربية.

يبقى السؤال مطروحاً: هل يواجه المجتمع أزمة قيم فعلية، أم يعبر الشباب عن شكل جديد من التعبير يعكس روح العصر؟ يعتمد الجواب على قدرتنا على مرافقة هذا الجيل وتوجيه طاقاته بشكل صحيح، بدل الاكتفاء بانتقاده.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.